تعليم أكاديمي

أهمية مرحلة المراهقة

أهمية مرحلة المراهقة | المراهقة مرحلة أساسية في حياة الإنسان، حيث ينتقل خلالها من الطفولة إلى الرشد .

فالمراهق تخطى مرحلة الطفولة، ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل، وهنا تكمن الخطورة، فهذه المرحلة مرحلة انتقال من حال إلـى حـال يصاحبها تغيرات في جميع جوانب الشخصية، وهذه التغيرات تكون سريعة ومتلاحقة تفاجئ المراهق كما تفاجئ من حوله (.

في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة تتسم حياة الطفل بالهدوء والاتزان، وعلاقتـه الاجتماعيـة سهلة وبسيطة، فالطفل يندمج مع رفاقه، ويشترك معهم في لعبهم ولهوهم، ويكون الطفل مهتم بالعالم الخارجي المحيط به أكثر من انشغاله بنفسه.

لكن ببداية البلوغ ينتقل الفرد من طور الطفولة إلى طور المراهقة، فتحدث تغيرات في حياته نتيجة لذلك، تشمل هذه التغيرات كيانه الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، فتتحول اتجاهاته وميوله وأفكاره ومعتقداته إلى اتجاهات مختلفة ومتضاربة، حيث ينتقل في اهتماماته من أشياء ملموسة إلى أشياء معنوية محسوسة، وينتقل من مرحلـة كـان فيها معتمداً على الغير إلى طور يعتمد فيه على نفسه، كما يرغب في هـذه المرحلـة بالتحرر من سلطة الوالدين والالتصاق في ذات الوقت بجماعة الرفاق والولاء لهم، كما يبدأ البحث عـن المثـل العليـا، وتتسع دائـرة علاقاته واهتمامه بـ الآخرين وبالتالي تزداد أهمية مرحلة المراهقة سواء للشاب او المحيطين به.

قد يهمك أيضا: كتاب الفلسفة اليونانية حتى افلاطون عزت قرني pdf

المراهقة فترة ولادة جديدة

ويذهب بعض الباحثين إلى وصف مرحلة المراهقة بأنها فترة ولادة جديـدة، حيـث  تتفتح فيها القدرات والاستعدادات والميول والصفات الشخصية، ويكتسب فيها الفرد من الخبرات والعادات ما يؤهله للحياة المستقبلية.

كمـا ترجـع أهمية المراهقة إلى أنها مرحلة دقيقة فاصلة من الناحية الاجتماعية، إذ يتعلم فيهـا الناشئون تحمـل المسؤوليات الاجتماعيـة وواجباتهم باعتبارهم مواطنين في المجتمع.

المراهقة نقطة بارزة في تكوين الشخصية وتحديد مقوماتها، وعليه فإن ما يتعرض له الفرد في هذه المرحلة من أزمات نفسية وصعوبات مختلفة تترك أثراً ضـاراً فـي شخصيته

فالمراهقة ميلاد جديد ليس بالمعنى البدني، ولكن ميلاد شخصية فريدة. ويرى  فريدنبرج  أن فترة المراهقة هي عملية تزيـد على مجرد النضج الجنسي، فهي في المركز الأول عملية اجتماعية تؤدي إلى تحديـد الفرد لذاته وهي نوع من الصراع الجدلي مـع المجتمـع  .

فانتقال المراهق من عالم الأطفال إلى عالم الكبار تتخلله مصاعب عديدة، إذ يجهـل ماهية العالم الجديد، كما يقيم الكبار أنفسهم بعض الصعاب في سبيل انتقاله إلى عالمهم، فتارة يعاملونه كطفل، وتارة أخرى يعاملونه كراشد، وهو لذلك يقف على حدود عـالم الكبار، ويسمى في علم النفس الاجتماعي بالفرد الهامشي، الذي ينتمـي إلـى هـذه الجماعة ولا تلك، أو أنه على الأقل غير متأكد من انتمائه، والفرد الهامشي يعاني مـن صراع نفسي، اضطراب عاطفي، وحساسية زائدة، وتذبذب في سلوكه بين المفاخرة والمباهاة، أو الخجل والانزواء، والاعتداء والمسالمة، وغير ذلك من السلوك المتناقض، ويعاني المراهق من هذه الأمور كلها.

لهذه الاعتبارات مجتمعة كانت مرحلة المراهقة مرحلة هامة من مراحل النمو، حيث إن صحة الفرد النفسية تتوقف إلى حد كبير على اجتياز تلك المرحلة بدون أن تتـرك مشكلات في شخصية الفرد يصعب التصدي لها في مراحل النمو التي تليها وهذه من أهمية مرحلة المراهقة.

طالع ايضا: الحرية الشخصية فطرية أم متعلمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *